خصائص الشعر الصوفي

ثلاثاء, 08/25/2015 - 15:33

1- استخدام الرموز

لجأ شعراء الصوفية إلى استخدام الرموز في أشعارهم، وهذه ظاهرة جلية لديهم، يؤيد ذلك أنّ أحد مشهوريهم، وهو أبو القاسم القشيري، يقول في رسالته، في علم التصوف: "اعلم أنّ لكل طائفة من العلماء ألفاظاً يستعملونها، انفردوا بها عمن سواهم، وتواطؤوا عليها لأغراض لهم فيها"، ثم يقول خاصاً طائفة الصوفية: "وهذه الطائفة يستعملون ألفاظاً فيما بينهم، قصدوا بها الكشف عن معانيهم لأنفسهم، والإخفاء والستر على من باينهم في طريقهم، لتكون معاني ألفاظهم مستبهمة على الأجانب، غير منهم على أسرارهم...".

لقد اتخذ شعراء المتصوفة من أسلوبهم التعبيري هذا قناعاً يسترون به ما رغبوا في إخفائه عن غيرهم.

استخدم شعراء الصوفية ألفاظ الغزل الحسي، وألفاظ الشعر الخمري للتعبير عن معان روحية، إذ نجد وراء الألفاظ التي يستخدمونها إشارات ودلالات ورموزاً.

ويصرح ابن الفارض باستخدام هذا الأسلوب الرمزي، مبيناً أن أهل الذوق يدركون كلامه، بالرمز وليس بالتصري. وهم يكْتفون بالتلميح بدلاً من التصريح.

يقول:

وعَنّيَ بالتلويح يفهمُ ذائقٌ 
 

غَنيٌّ عن التصريح للمتعنِّتِ
 

بها لم يَبُحْ من لم يُبِحْ دمَه وفي الـ 
 

إشارة معنى ما العبارةُ حَدّتِ
 

ونجد مثل هذا في شعر ابن عربي، بيد أنه لا يقصد الظاهر في ديوانه "ترجمان الأشواق"، وكما تقدم في الحديث عن أبيات لابن عربي، والاستشهاد بأخرى تدل على تفسيره الرمزي لديوانه هذا.

وقد أدّى استخدام الأسلوب الرمزي على هذه الشاكلة في الشعر الصوفي، إلى أن يتسم بالعمق والغموض الفني.

2- المصطلحات الصوفية

استخدم شعراء الصوفية مصطلحات خاصة بهم عبّروا بها عن عالمهم. ويُذكر أنه إذا دخل شخص عادي مجلساً من مجالسهم صعب عليه معرفة ألفاظهم ومصطلحاتهم وفهمها، أمّا إذا دخله صوفي مثلهم، فإنّه يفهم أقوالهم. وبهذا فإن ألفاظهم ومصطلحاتهم مفهومة بالنسبة لمن عاش التجربة الصوفية، وغريبة بالنسبة لمن لم يعشها.

ويبين الإمام الغزالي أنّ للصوفية ألفاظهم الخاصة بهم، منها:

-                   السّفَر: سير القلب عند أخذه في التوجه إلى الحق بالذكر، وهو سياحة روحية.

-                   المريد: المتجرد عن إرادته.

-                   الغيبة: غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق لشغل الحس بما ورد عليه.

-                   الحضور : حضور القلب بالحق عند الغيبة عن الخلق.

-                   القرب: القيام بالطاعة.

-                   البعد: الإقامة على المخالفة.

-                   الرياضة: تهذيب الأخلاق النفسية بتجنب الشهوات، ومخالفة أهواء النفس.

-                   المجاهدة: حمل النفس على المشاق البدنية، ومخالفة الهوى على كل حال.